~ كان هنا التابوتُ يــوماً ~ ..!!

دت مخالب
الظلام حادة هذه المرة !~

استطاعت اختراق بوتقة الضوء بمهارة فائقة !

أحاطت براثن السطوع حتى تمكنت من احتواء جزء الإبصار الأخير

اشتد الخناق فاتسع العناق

وهاهو الليل يترنح بثوبه الأسود المهترئ ..~

بعد أن حاز على غرزة النجاح المعتادة !

يعانق السحب البيضاء فيلوث ذلك النقاء في ابتسامتها المبللة دائماً !

يُسدل ستار الأيـام في كل مرة تغرد الشمس للعصافير أنشودة الصباح !!

فتبدو بذور الزهور شاحبة الوجنتين ..

تبتلع قطرات الندى بمشقة بالغة ~

تتمايل الأرض السقيمة ، وكأنها تطرح مافيها أرضاً بقذارة النفاس الكريهة

ونحلات الربيع الصفراء لا تمارس طقوسها المعتادة !

أصبحت الملكة تنظف الأرضية ، والعاملة تتربع بانتظار حساء العسل اليومي !

أما الخلية فكان سكانها نمل أبيض !!!!!!

حتى الطبيعة احتلها سكون قاتل

لم يتجرأ نسيم الصباح البارد على إزعاج أوراق الأشجار الميتة !

ولم تعطه جثث الأغصان أي فرصة للتحول إلى رياح عالية الأمواج !! ~

وكانت المباني تفتح الأبواب والنوافذ عكس التيار

فيبقى الظلام محتلاً صدارة السيطرة !!

حتى قطرات الأمطار الصغيرة باتت تتسلل إلى معدة التربة بعناء ~

أما عربات النقل الخشبية ، فهي تقذف أكثر مما تنقل !!!!

لتعم الفوضى سيدة الموقف "!

وبين هذا وذاك !~

يقهقه اللون الأسود وهو يسيطر على عالم الألوان !!!

فيستعين بممحاة التفاؤل ، ليطمس نضارة البياض فيها

ويدخل مع غابة الأوراق في صراعٍ وحشي !!

يرسم فيلاً بجناحين ، وفأراً يأكل الجزر !!

قطة تبيض فرختين ، ونملات تغزو القمر !!!!!!

بات الخيال حقيقة ,, والحقيقة ضرب من الجنون ...~

أصواتٌ تثرثر كثيراً رغم أن حنجرتها ملوثـة

وأخرى تصمت كثيراً رغم أن لسانها طويل !!!

وجوه حمقاء تتخبط في الحائط ، ثم تعود للاصطدام به ثانية

وكأنها تتزوج الألم لتنجب سلالته !!

دماء خضراء تلوث الحائط ليكتسب جموداً على جمود

فنمت له عروق سوداء ، وأصبحت الملامح أقنعة ممسوخة !

يعود الظلام ثانيةً ، فيحيك غرزاً سوداء أخرى

رغم أن حياكته تفتقد كثيراً من فن التطريز

إلا أنه يتلاعب بالفراغ وكفى !!!

حتى ضاق الحال ذرعاً بغباء كهذا !!

فـساعد لأول مرة في تهريب شمعة حديثة الولادة !!

لينمو لها شارب القوة !

ويخشن صوتها الطفولي الرضيع

فتنجح أخيراً في أن تصفع خد الظلام حتى يلتصق ببعضه

لتخبره بضحكة انتصار هزلية ..

أن نظارته معطلة !!

ولم تكن محاولاته إلا خليطاً من هلوسات حمقاء !!

تجادله كثيراً
لتنتصر أخيراً

فتأخذ النظارة وتلون عدستيها

ليعود الفيل فيلاً

ويأكل الفأر جبنته المعهودة بشراهة ^^

تنتهي الحكاية لتشرق الشمس من جديد

وهي تصنع للسماء ثوباً أزرقاً تملؤه الحيوية

تحييها الأشجار الهرمة ,, وهي تغزل بأغصانها الملتوية ، ذكرى عنوانها :

~ كان هنا التابوتُ يــوماً ~ ..!!